1 December 2011 |
الجمعة -1 كانون الأول 2011
اقام معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، برعاية وحضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع (هزيم)، ومن ضمن سلسلة
النشاطات الاحتفالية بمناسبة عيد شفيعه، ندوة عن "تاريخ المعهد ورؤية الكنيسة الانطاكية له" في قاعة المعهد بحضور النائب نضال طعمة، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، رئيس دير سيدة البلمند وعميد معهد اللاهوت الاسقف غطاس (هزيم)، مدير ثانوية البلمند عطية موسى، ولفيف من المطارنة والاساقفة والاباء واساتذة المعهد وطلابه وحشد من المؤمنين والمهتمين.
وبعد صلاة قصيرة وكلمة ترحيب وتعريف من أستاذ العهد القديم في المعهد الدكتور نقولا ابو مراد تبعه كلمة لاستاذ الفلسفة في المعهد الدكتور اديب صعب تحدّث فيها عن "رجل التفوقات" فعاد بالذاكرة الى العام 1972 تاريخ دخوله المعهد كاستاذ، مستعرضا اهم المراحل التي مرت بها المؤسسة البلمندية و"تطورها السريع بفضل اليد التي تحرك كل شيئ نحو اجمل الغايات وانبلها، يد رجل واحد الذي هو مجموعة من الرجال، رجل التفوقات، غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع". واهدى كتبه الاربعة التي تشكل رباعية متكاملة ووحيدة بلغتها العربية في فلسفة الدين الى المعهد الذي كان خير تربة لنشوئها وتحديدا الى طلاب المعهد جيلا بعد جيل.
كلمة المتروبوليت باسيليوس (منصور) الجزيل الاجترام
ثم تحدث مطران عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس (منصور)، فاكد ان "البلمند ليس مسيرة زمنية او واقعة تاريخية فقط بل هو القلب النابض الذي يزداد شبابا وعنفوانا وعطاء ببركة غبطة البطريرك هزيم ومعاونيه".وتحدث منصور باسهاب عن تاريخ الدير وما شهده في مختلف مراحله منذ عصر الفرنجة وما قبلها، مرورا بالحروب والخراب الذي شهده، وصولا الى زمننا هذا وما شهده من خير وعمران وحضارة عندما قدم اليه البطريرك اغناطيوس هزيم، رغم الامكانات الضئيلة، واطلق منه الثانوية الفرنسية، ومعهد اللاهوت ثم جامعة البلمند، جامعة للشرق والعالم، ومؤخرا الثانوية الانكليزية". ونوّه برصانة قيادة البطريرك هزيم وثبات شخصيتة متوجها اليه بالقول "البلمند بكامله وبمؤسساته منك كالوليد من والديه، مع كل حجر كنت ومع كل شعبك الذي يصرخ الى اعوام عديدة ليحفظك الرب".
كلمة صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع الكلي الطوبى: الكرسي الانطاكي ليس صفرا في التاريخ بل هو غني بابرشياته ورجالاته
وفي الختام كانت كلمة للبطريرك هزيم اكد فيها: "ان طلابنا في المعهد هم المستقبل، والمعهد لم يكن يدعى معهدا، كان يسمى بالدرجة الاولى من اجل الكهنوت، لأن الناقص في الكنيسة ليس المعلومات النظرية بل الابوة الحقيقية التي يحتاج اليها الناس. وتاريخنا يدل على ان المسيحية انطلقت من هذا الاطار".
ولفت الى مشاعره تجاه الدير بالقول: "بقيت هنا طويلا في هذا المكان، واحب هذه الامكنة كلها، لأن لي اليد فيها بصراحة". مشيرا الى انه "عندما نفكر نتساءل ماذا نريد ان يكون لدينا؟ وها قد اصبح عندنا معهد لاهوت في حين كان هنالك تيار، ساد لوقت من الاوقات في البلمند، نادى بالانتقال من الهمّ الكهنوتي الى الهمّ العلماني، الا انه والحمدلله تغيير، وكأننا نقول في النهاية ماذا نريد من الشبيبة التي تتعلم عندنا؟ وأي علم يجب ان نزرعه فيها؟ وأي مسؤولية يجب ان نعلمهم اياها؟ العلم المطلق ليس الهدف لدينا لانه نظري، غايتنا نحن المسيحيون المسيحيي، وكيف نخاطب المسيحي، وكيف نكون مسيحيين مع المسيح، فالرب الاله لم يأت بكتاب انما بشخص".
وشدد على "ان الهم الاساسي الذي يجب التفكير به اليوم هو المستقبل مسيحيا، فهل ما زلنا نراجع الامور التي تعلمناها سابقا؟ وما المقصود من تعليم الطالب؟ ينظر الانسان للمستقبل والنصوص القديمة كلها مترجمة، وليست كلاما اصيلا ابتداء من سفر التكوين وصولا الى الانجيل المقدس الذي لا نقرأه كله، وفيه اناجيل لا احد يعرفها. كما اننا سمعنا تاريخيا، هناك بعض من الاهتمام في الاراضي التي قدم منها السيد المسيح، انما كثر لا يعرفون جغرافية البلاد الانطاكية ولغتها العربية، مما يعيق ايصال الرسالة المسيحية الى الناس".
وابدى البطريرك هزيم خوفه على ارث الكنيسة وتاريخها بالقول "ان الموضوع يتطلب الكثير أكثر مما نعتقد، لذلك طلبت ان يكون لدينا اهتمام بالتراث الكتابي في الكرسي الانطاكي، فهناك كتب كتبت واقوال قيلت في تاريخ الكرسي الانطاكي يجب ان تعرفوها، ولا يكفي ان نتعرف على انجازات مرتل او فنان يحول هيبته الى صور. فالكرسي الانطاكي ليس صفرا في التاريخ، بل هو غني بكنائسه وابرشياته ورجالاته - الاوادم- الذين يرزقهم الله النعمة، وعندنا كثر منهم الطيبين الذين يحبون الحلال ويخجلون من العاطل، مما يؤكد ان الله موجود ولم يبتعد او يتوقف في مكان آخر، ولم يتركنا نشحذ الروح القدس، هو يأتي الينا، انما يجب ان تكون عيوننا مفتوحة لنراه. لذلك افتحوا عيونكم حتى تروا من يعيش بمخافة الله وهم كثر جدا".
وختم بالقول "احب ان اقول يجب ان نعرف ماذا فعل الله فينا، هو ليس بخيلا علينا، انما يطلب منا ان ننشر الخير. والله ليس غريبا عنا هو حاضر وان شاء الله بركته تحل عليكم وعلى الجميع. وفي معهدنا ما يهمنا من الرجل والانسان ليس ما يقول بل من هو".
واختتمت الندوة كما بدأت بصلاة وتخللها عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الدير والمعهد وشهادات حية لكل من واكب نهضته العمرانية واللاهوتية في كافة مراحله، وقد اشادت كلها بـ"صاحب المسيرة الطويلة في بناء المؤسسة البلمندية غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع".